العلاج الزوجي

0
574
 

العلاج الزوجـي هـو أحـد فـروع تخصـص العلاج النفسي، ويهتـم بعلاج الصراعات في العلاقات بين الأزواج. ولقـد كانـت بدايـات ظهـور هــذا التخصــص في ألمانيا في العشرينات مــن القــرن الماضي ثــم في الولايات المتحدة الأمريكية. ونتيجــة تأثير التقــدم الصناعــي والحضــاري بالغــرب عـلى شــكل العلاقات الأسرية ظهــر العـلاج الزواجــي وتطــور سريعاً. فبعــد أن كانــت تعالــج المشاكل الزوجيــة حتــى الخمســينيات مــن القــرن الماضي مــن خـلال الأصدقاء وأفــراد عائلــة الزوجـين أو رجــال الديــن، أصبحــت تعالـج على يـد المتخصصين في هــذا المجال.

 

متـى نحتـاج العـلاج الزوجـي؟ عندمـا تزيـد حـدة وتكـرار المشاكل بين الزوجين نتيجـة المناقشات الحادة والمستمرة بين الزوجين، وكذلك عندما تتسم العلاقة بالصراع المستمر نتيجة الفشل في حل المشكلات أو انعدام الثقة بينهما، أو أن يصير التواصل بينهما إلى تواصل سطحي أو أن يفتقـد كلا الزوجـان لمهارات التواصـل الجيـد. إضافـة إلى إلقـاء أحـد الطرفين مسـؤولية وقـوع الصراعات على الطـرف الآخر، دون الاستشعار بمسـؤوليته عـن نشـوب هـذه الصراعات. كذلـك إذا حـدث بين الطرفين حالـة الطلاق العاطفـي، أو عندمـا ينفصل الزوجـان عن بعضهـا دون وقوع الطلاق الفعلي، أو عندمـا يقـرر الطرفـان الإقدام على الطلاق الفعلي. كما يحتـاج الزوجـان للعلاج الزواجـي عنـد تعـدد العلاقات غير الشرعية للـزوج. وأيضـاً عندمـا يقـع الإيذاء اللفظـي أو البدني مـن الطـرف الأقوى على الطـرف الأضعف في العلاقة الزوجيـة، وأخيراً عندمـا تنعـدم العلاقة الجنسـية بين الزوجين.

 
 

مـا هـو الهـدف مـن العلاج الزوجـي؟ يهـدف العلاج الزوجـي إلى تنميـة مهـارات التواصـل الجيـد بين الزوجين، وزيـادة وعـي كل طـرف بمسـؤوليته عـن وقـوع الصراعات بينهما. كما يهـدف إلى تعلـم الزوجـان مهـارات خفـض السـلوكيات والتـي تـؤدي بالنهايـة إلى إيـذاء طـرف للطـرف الآخر، مـع ضرورة أخـذ التعهـدات اللازمة على كل طـرف مـن أطـراف العلاقة لتنفيـذ مـا تـم التوصـل إليـه مـن اتفاقـات بـن الطرفين. أيضـاً يسـعى المعالج إلى إعـادة بنـاء صـورة ذات إيجابيـة للشريك بعـد معاناتـه مـن رفـض الطـرف الآخر في العلاقة، ويهتـم كذلـك بحـل المشكلات الجنسـية بينهما. وأخيراً عنـد اسـتحالة اسـتمرار الزوجـان في العالقـة فـإن الهـدف مـن العلاج يكـون القبـول بإنهـاء العلاقـة بما يتفـق وتفريق بإحسـان.

 

هـل يسـاعد العلاج الزوجـي فـي مرحلـة مـا قبـل الـزواج؟ نعـم يمكـن تحقيـق ذلـك في إطـار جلسـات الارشاد الزوجـي إذ يســاعد المعالج طالــب الخدمــة في التعــرف عـلى رغباتــه التــي يحلــم أن يشــبعها لــه الشريك. إن هــذه العمليــة الارشادية تســاعد الشــخص في فهــم نفســه والتعــرف على مــا يبحــث عنــه في الطــرف الآخر، مــا يســهم في تقليــل مخاطــر فشــل العلاقة والارتباط الفعلي بعــد الــزواج.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا