إدمان الإنترنت عند الأطفال

0
597

مع تزايد الوصول إلى الإنترنت وتزايد الحاجة إليه إزداد استخدام الإنترنت خلال العقود القليلة الماضية، و قد أدت جائحة كورونا إلى إتخاذ العديد من التدابير الوقائية (كغلق المدارس، وإغلاق المحلات التجارية والمطاعم ) مما أدى إلى زيادة استخدام الانترنت فى الحياة اليومية لذلك أصبح إدمان الإنترنت قضية صحية عامة متزايدة الأهمية فى جميع أنحاء العالم.

وإدمان الإنترنت يمكن أن يطرح مشاكل إجتماعية و صحية خطيرة، بما فيها التأثيرات السلبية على الصحة الجسدية والنفسية والنمو الإجتماعى للأطفال. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية يتسم إدمان الإنترنت بالإفراط فى الاستخدام أو سوء السيطرة على المخاوف أو السلوكيات المتعلقة بإستخدام الإنترنت والتى تؤدى إلى الضعف أو الضيق و ظهورأعراض إنسحاب نفسية فى حال عدم استخدامه، أو بعبارة اخرى تتمحور حياة الطفل حول استخدام الإنترنت دون إهتمام بباقى مجالات حياته.

 
 

وتشير الأدلة التجريبية الحديثة إلى وجود إرتباط بين الاستخدام المفرط للإنترنت ومشاكل الصحة الجسدية مثل

  1. السمنة.

  2. مشاكل البصر.

  3. مشاكل الجهاز العصبى.

  4. اضطرابات النوم.

  5. إعاقات السمع .

 

العوامل المسببة لإدمان الإنترنت

يُعرف الإدمان بأنه الإكراه الإعتيادي على الإنخراط في نشاط معين أو استخدام مادة سيئة على الرغم من عواقبها المدمرة على السلامة الجسدية والإجتماعية والروحية والعقلية والمالية للفرد. فبدلًا من التصدى لعقبات الحياة، أو معالجة الضغوط اليومية، أو مواجهة الصدمات الماضية أو الحالية، يستجيب المدمن بشكل غير متكافئ عن طريق اللجوء إلى آلية تعامل زائفة مع المشكلة التي تواجهه. وعادة ما يفصح الإدمان عن نفسه في كل الخصائص النفسية والجسدية. فيحدث الإعتماد في الجسم عندما يصير جسم الفرد معتمدًا على مادة معينة، وتظهر أعراض الإنسحاب عند التوقف عن استهلاكها، مثل المخدرات أو الكحول.

وعلى الرغم من أن مادة الإدمان تثير متعة المستخدم في البداية، فإن استهلاكها بصفة مستمرة يزداد إلحاحًا بالحاجة إلى القضاء على القلق الناجم عن غيابها، مما يقود الفرد إلى السلوك القهري. وبالنسبة للإعتماد النفسي، فإنه يصبح واضحًا عندما يتعرض المدمن إلى أعراض الانسحاب فيظهر لديه:

  1. الاكتئاب.

  2. الرغبة الشديدة.

  3. الأرق.

  4. القابلية للاستثارة.

وعادة ما يؤدى الإدمان السلوكي وإدمان المواد إلی الإعتماد النفسي، وفيما يلي ملخص للنماذج المختلفة المقترحة لتفسير إدمان الإنترنت المرتبط بالإعتماد النفسي، وبإعتبار إدمان الإنترنت إدمانًا سلوكيًا فإن التركيز على القضايا النفسية التي تزيد من استهلاك الإنترنت يعد مفيد للمساعدة في الفهم الإكلينيكي لسبب إفراط الناس في استخدام الإنترنت.

 

النموذج المعرفي السلوكي

نظر كابلان (۲۰۰۲) إلى الإدمانات التكنولوجية على أنها مجموعة فرعية من الإدمانات السلوكية، ويُظهر إدمان الإنترنت المكونات الأساسية لها وهي

  1. الرغبة فى الظهور.

  2. تعديل الحالة المزاجية.

  3. التحمل.

  4. الانسحاب.

  5. الصراع.

  6. الانتكاس.

ومن خلال هذا المنظور، أظهر مدمنوا الإنترنت بروزًا للنشاط، حيث إنهم يعانون غالبا من الرغبة الشديدة والشعورالدائم بالانشغال بالإنترنت عندما لا يكونوا متصلين به. وأفترض “كابلان” كذلك أن استخدام الإنترنت كوسيلة للهروب من المشاعر المقلقة، وتطوير نوع من التحمل مع الإنترنت لتحقيق الرضا، والمرور بخبرة الإنسحاب عند التقليل من استخدام الإنترنت، والمعاناة من تزايد الصراعات مع الآخرين بسبب النشاط، والإنتكاس والعودة مرة أخرى إلى الإنترنت هي أيضًا علامات الإدمان. وقد تم تطبيق هذا النموذج على سلوكيات مثل الجنس، والرياضة واستهلاك الطعام فى دراسة الاستخدام المَرضى أوالإدمانى للإنترنت.

 

ولمواجهة هذه الظاهرة المنتشرة فى مجتماعتنا العربية فى الآونة الأخيرة لابد من إعداد برامج وقائية وأن تتضطلع المؤسسات المعنية بدورها لحماية أجيال المستقبل. فبالنظر إلى الموارد المحدودة للمدارس ،لابد من إعداد برامج مدرسية مع تثقيف الوالدين والدعم المستمر من جانب المتطوعين والذي يعد أمر هام لتحقيق تأثيرات طويلة المدي. حيث يستخدم معظم المراهقين الإنترنت في المنزل، وبالتالي، فإن إشراف الوالدين القائم على أساس العناية والعلاقات المتبادلة من الأمور المهمة جدًا. ويتمثل الهدف من تدريب

الوالدين في تعليمهما وسائل الإتصال، وحل الصراعات، وتقديم الدعم و التعامل بفعالية مع أولادهم من المراهقين. حيث يحتاج الآباء إلى هذه المهارات للتفاوض على عدد ساعات الإنترنت، ومراقبة أنشطة المراهقين دون الإضرار بخصوصياتهم، وتشجيع الأنشطة اللامنهجية خارج الإنترنت. ويمكن للمتطوعين أيضا أن يلعبوا دورًا حاسمًا في تعليم الشباب استخدام الإنترنت بطرق بناءة. ويمكن للمتطوعين من طلاب المرحلة الجامعية أن يكونوا بمثابة عوامل تغییر ممتازة وذلك لأسباب عديدة؛

  • أولها، أنهم قريبون من الناحية الارتقائية للمراهقين.

  • ثانيا، أنهم قد يكون لديهم العديد من الخبرات الشخصية مع استخدام الإنترنت.

  • ثالثا، يمكن أن يكونوا قدوة في العديد من المجالات الأخرى غير استخدام الإنترنت. ولذلك، فإن أولياء الأمور والمتطوعين من الطلاب الجامعيين يعتبروا مصادر مهمة للوقاية من إدمان الإنترنت.

 
 
للدعم النفسي وحجز استشارة نفسية
 

تُرجمت هذه المقالة بوساطة

مجمع التجديد والتحفيز

الأخصائي النفسي

د. ايمن الجوهرى

 
 

المراجع المستخدمة : مع التصرف واعادة الصياغة

– كيمبرلي.س ،يونج ، وشيا دونج يوي ، لى بينج (2019) تقديرات الانتشار و النماذج

السببية لإدمان الانترنت. فى :كيمبرلي س يونج (محررا) ، إدمان الأنترنت: دليل للتقييم

والعلاج. ترجمة: معتز سيد عبد الله والحسين عبد المنعم منشوارت جامعة القاهرة .

 

-Yee Lo, B. C., Man Lai, R. N.,Ting Kin NG, T. K. & Wang, H.

(2020). Worry and Permissive Parenting in Association with the

Development of Internet Addiction in Children. Int. J. Environ. Res.

Public Health, 17(21), 7722;

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا