هوس الجلد هو حالة صحية عقلية حيث يقوم الشخص بحك جلده أو خدشه قسريًا ، مما يتسبب في حدوث إصابات أو ندبات. تُعرف هذه الحالة أيضًا باسم اضطراب التسحج، وتندرج تحت فئة اضطرابات الوسواس القهري (OCDs). يمكن أن تؤثر هذه الحالة بشدة على الصحة النفسية للشخص ورفاهيته ونوعية حياته خصوصاً عندما تؤدي إلى ندبات وإصابات كبيرة في الجلد.
و المصطلح العلمي لهذا الاضطراب يُنطق (derm-ah-till-oh-main-ee-ah) يتكون المصطلح من ثلاث كلمات يونانية:
-
ديرما: الجلد.
-
تيلو: سحب (أو قطف).
-
الهوس: السلوك أو النشاط المفرط.
على من يؤثر الهوس الجلدي؟
في السنوات الماضية، اعتقد الخبراء أن هذه الحالة كانت أكثر شيوعًا عند النساء. ومع ذلك، تظهر الأبحاث الحديثة أن الرجال المصابون بهذا الاضطراب لا تقل نسبتهم عن 40%.
تبدأ الحالة عادة خلال فترة البلوغ ولكن يمكن أن تحدث في أي عمر، ومن المرجح أيضًا أن تحدث الحالة للأشخاص الذين يعانون من حالات “مسببة” مثل حب الشباب أو الأكزيما.
كيف تؤثر هذه الحالة على الجلد؟
يتسبب هوس الجلد في نتف الشخص لجلده بشكل قهري. بالنسبة للبعض يعتبر السلوك حركة تلقائية، وقد لا يدركون حتى أنهم يفعلون ذلك، بينما يدرك الآخرون أنهم يفعلون ذلك ولكن لا يمكنهم إيقاف أنفسهم.
بالنسبة للبعض يكون التركيز على مناطق الجلد الخشنة أو التي بها بالفعل نوع من الشوائب أو المخالفات، مثل البثور أو بقع الجلد الجاف أو الجروح والخدوش (يمكن أن تأتي هذه الجروح من نتف أو لأسباب أخرى). وعادة ما يتسبب هذا السلوك في إحداث جروح جديدة أو إعادة فتح الجروح القديمة، مما يؤدي إلى حدوث نزيف وتندب. عندما تكون هذه الحالة شديدة، يمكن أن تؤدي إلى تلف الجلد الواسع بما يكفي لدرجة أنه قد يحتاج إلى جراحة، مثل ترقيع الجلد، لإصلاح الضرر. قد تحتاج الجروح المصابة أيضًا إلى علاج بالمضادات الحيوية.
آثار سلوك الهوس الجلدي على الصحة النفسية
غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بهذه الحالة بالحرج أو الخجل من الإصابات الظاهرة، ويحاولون إخفاءها بالملابس أو المكياج أو بأي وسيلة أخرى. لهذا السبب، يمكن أن تكون هذه الحالة مصدر قلق أو اكتئاب أو عزلة اجتماعية. يمكن أن تؤثر هذه الحالة أيضًا على عمل الأشخاص أو حياتهم الاجتماعية.
ما هي أعراض الهوس الجلدي؟
يتمثل العرض الرئيسي لهوس الجلد في قضم الجلد – بمعنى أن الدافع مستحيل أو يصعب مقاومته بشكل لا يصدق. يصف العاملين في المجال أيضًا عملية نتف الجلد باستخدام الكلمات التالية:
-
الخدش.
-
حفر.
-
عصر.
-
فرك.
عادةً ما يتضمن قضم الأظافر وأطراف الأصابع، ولكن يمكن أن يشمل أيضًا العض بالأسنان (خاصةً عندما يكون سطح الجلد المصاب على الشفاه. ويمكن أن يشمل أيضًا العناصر الحادة مثل الملاقط أو الدبابيس.
أنواع النتف
يحدث هذا النشاط عادةً بإحدى طريقتين، “تلقائي” أو “مركّز”.
-
تلقائي: يحدث هذا النوع غالبًا دون أن يفكر فيه الشخص. يطلق عليه أحيانًا “المسح” لأنه يميل إلى إشراك اليدين أو أطراف الأصابع عبر مناطق الجلد للعثور على أي مناطق تشعر بأنها مختلفة، والتي قد تصبح بعد ذلك منطقة للقطف المركز.
-
التركيز: هذا النوع من الإنتقاء “يركز” على منطقة معينة، ويمكن أن يستمر الإنتقاء لساعات. يميل هذا النوع إلى أن يكون أكثر شدة وفي الغالب يتسبب في تلف للجلد.
أكثر المناطق التي يحدث فيها النتف:
يميل الانتقاء إلى التركيز على مناطق معينة في الجسم، هذه المناطق هي التي يمكنك الوصول إليها بسهولة، بما في ذلك:
-
الرأس: الوجه وفروة الرأس والرقبة.
-
الذراعين: الأصابع واليدين والساعدين.
-
الأرجل: الفخذين، الساق، والقدمين، وأصابع القدمين.
ما الذي يسبب الهوس الجلدي؟
لا توجد أي أسباب مؤكدة للإصابة بهوس الجلد، ولكن قد تلعب بعض العوامل المختلفة دورًا مهما بالإصابة به، بما في ذلك:
-
الوراثة: من المرجح أن يكون لدى الأشخاص المصابين بهوس الجلد على الأقل فرد واحد من الدرجة الأولى (أي والد أو أخ أو طفل) يعاني أيضًا من هذه الحالة.
-
التغييرات في بنية الدماغ: من المرجح أن يكون لدى الأشخاص المصابين بهوس الجلد بعض الاختلافات الرئيسية في بنية مناطق الدماغ التي تتحكم في كيفية تعلمهم وتكوين عاداتهم.
-
التوتر أو القلق أو حالات أخرى: قد يكون الهوس الجلدي آلية للتكيف مع مشاكل أخرى أو حالات الصحة العقلية. قد يكون أيضًا مرتبطًا بالملل أو مشاكل أخرى.
الحالات الأخرى التي تحدث مع الهوس الجلدي
الأشخاص المصابون بهوس الجلد أكثر عرضة للإصابة بحالات نفسية أو طبية أخرى تشمل:
-
الوسواس القهري أو غيره من الاضطرابات المرتبطة بالوسواس القهري مثل نتف الشعر (هوس نتف الشعر أو قضم الأظافر (بلع الظفر).
-
الاكتئاب.
-
اضطرابات القلق.
-
اضطراب ثنائي القطب.
-
متلازمة برادر ويلي.
كيف يتم علاج هوس الجلد وهل هناك علاج؟
عادةً ما يتضمن علاج هوس الجلد مزيجًا من الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي و يساعد العلاج السلوكي المعرفي في علاج هذه الحالة بطرق مختلفة.
بقلم
د/ منى بخيت
أخصائية الصحة النفسية